يحكى أن نهرا صغيرا عشق يوما نجمة
منذ أن ارتسمت صورتها ذات ليلة على صفحة سطحه
تغير النهر
بدأ الماء ينساب فيه بكل رقة
صافيا عذبا
بعد أن تخلص من طين ترسب في قاعه
استبدل الطين بــحُــصَــيّــاتٍ كالجواهر
لفت الإنتباه في وضعه الجديد
أخذت الأزهار تغازل ضفافه
نزلت على كتفيه و حلَّت
و كونت باقات و أحواضا تسحر الألباب
و كثرت رسائل النسيم إعجابا
لم يعد النهر يسمح لأي غصن أو جذع شجرة بالإنتقال بواسطته
خوفا من تعكير يحجب الصورة
أصبح حديث الألسن و مصدر إلهام الشعراء بقصته و صفاته
و مضرب المثل لدى العشاق
كان يقضي نهاره مستعدا .. منتظرا غياب الشمس
و حلول الليل
حتى يعانق معشوقته
.
.
.
.
.
.
حتى النهاية
.
.
.
.
.
!
!
!
ماذا تنتظرون..؟؟
؟
انتهت الحكاية!
لا النهر استطاع يوما أن يعلو بمائه العذب إلى السماء
ليلتقي عشيقته
و لا النجمة صحت من غفلتها و تنازلت و عطفت
على عاشقها
حتى و ذلك الشاب يتخلص من عاداته السيئة
و صفاته غير المحمودة
من أجل تلك النجمة
و ربما كبر الشاب و تزوج
و أنجبَ و هَرِمَ و شَاخ
حتى إذا أحاط به أحفاده يوما حكى لهم
و هكذا..
كثير من الشباب هم أنهار عشقوا فتيات هن نجمات في نظرهم
انتهت حكاياتهم مبكرا