لم ولن أنسى أو أتراجع عن تكرار وتأكيد أن أحمد شوبير هو أول من قدمنى على شاشة تليفزيون.. هو أول من أعطانى الفرصة للتواصل مع الناس تليفزيونيا، رغم كل ما كان ولايزال بيننا من خلافات فى الرؤى والمواقف.. وأبدا لن أنسى ذلك لشوبير ولن أفقد قدرتى ورغبتى فى الشكر والامتنان لهذا الرجل..
ولكن لا الامتنان ولا الاعتراف بالجميل سيمنعانى من الاختلاف جذرياً هذه المرة مع شوبير حين اتهم أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة بتخطيط وتدبير مؤامرة قيام بعض المتعصبين المهووسين المصريين بانتظار أتوبيس البعثة الجزائرية فى القاهرة وقذفه بالطوب والحجارة..
قال شوبير ذلك فى برنامجه الصباحى على إذاعة الشباب والرياضة الأربعاء الماضى، ثم اتصل بى تليفونياً فى برنامجى صفحة الرياضة مساء نفس اليوم ليعيد ويكرر ويؤكد ذلك الاتهام الذى لم ولن أقبله..
ولا أفهمه أيضا.. فقد كان من الواضح أن اتهام شوبير بلا سند أو دليل أو توصيف أو تحديد لشخص مقصود بهذا الاتهام.. وكان من المؤكد أيضا أنه حتى لو كان اتهاماً مسلحاً بالأدلة والإثباتات فقد كان أولى بشوبير ألا يسكت طويلا قبل أن يعلن عنه وإلا كان شخصا عارفا بحقيقة ما واستمتع بإخفائها حتى تأتى لحظة مناسبة وفق مصالح خاصة،
وبذلك ينتفى ادعاء البحث عن الحقيقة دون هوى أو مكاسب شخصية.. أو لو كان شوبير يملك الاتهام بمستنداته وسكت.. فقد كان ملزما بأن يبقى ساكتا حتى نعبر كلنا لحظة فاصلة موجعة ومهينة وقاسية علينا كلنا كمصريين..
ولكن بعد أربعة وعشرين ساعة فقط كان شوبير يسحب هذا الاتهام ويعتذر لسمير زاهر وبقية أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة ويؤكد أنه قد تعرض لخداع ووقع فى خطأ يتراجع عنه الآن أمام كل الناس.. وهو اعتذار أظن أن شوبير يستحق بسببه شكر كثيرين منا لأن فضيلة الاعتذار أصلا لم تعد أصيلة فى مجتمعنا وفى سلوكنا وحساباتنا..
ولكن المشكلة تبقى أن خطأ شوبير أكبر من مجرد اعتذار لسمير زاهر أو لكل اتحاد الكرة.. فلابد من اعتذارات أخرى أكبر وأهم لكل المصريين الذين استباحت صحف جزائرية كثيرة سمعتهم وشرفهم فقط، استنادا إلى كلام شوبير.. وإذا كنت شخصياً سأقبل اعتذار شوبير فإنه لابد من انتظار قبول آخرين وكثيرين قد لا يرضيهم أو يكفيهم هذا الاعتذار.. وهناك من يريدون التفتيش عن دوافع شوبير للإدلاء بهذا الاتهام الخاطئ فى وقت خاطئ ومعيب وقاتل..
ولست هنا أخالف منهجى الدائم الرافض أبدا للتفتيش فى نوايا أى إنسان.. ولهذا أخرج بحديثى عن دائرة شوبير الضيقة إلى دائرة أخرى أكبر وأوسع.. وأقصد بها كل أولئك الذين يتخذون قرارات أو يعلنون مواقف وفقا لحسابات الانتخابات المقبلة.. والتى بسببها غالبا ما تصبح مصر والكرة المصرية هما أول ضحايا تلك الحسابات والمصالح..
ثم ضرورة وقف الخلط بين العمل الإعلامى وبين المسؤولية الإدارية.. وألا يكون أى رئيس أو عضو بمجلس إدارة أى اتحاد أو ناد إعلاميا فى الوقت نفسه.. فهذا الخلط بين قيود المنصب وحدوده وبين وهج الإعلام وسطوته غالبا ما يسفر عن أخطاء فاضحة وفادحة ندفع كلنا ثمنها
الجمعة أكتوبر 02, 2015 9:12 pm من طرف babel
