لا يختلف اثنين على أنه منذ بدأت حركات الاولترا الدخول إلى مصر، حتى بدأ شكل مدرجات كرة القدم المصرية في التحول بشكل إيجابي كامل سواء من ناحية التشجيع أو من ناحية الكرنفالات والصور الاحتفالية بالفريق الذي يتم تشجيعه، إلا أننا نوجه نداء لجميع مجموعات الاولترا في مصر .. احذروا الدخول في طريق "الكورتيجات"!
ويجدر بنا في هذا التقرير أولاً أن نعرف - لمن لا يعرف – من القراء بمعنى كلمة "كورتيجات" وهي جمع لكلمة "كورتيج" وتكتب بالانجليزية علي النحو التالي "Cortege"، وكلمة "كورتيج" لها معان ٍعديدة في اللغة بشكل عام ولكنها تعني في قاموس مجموعات الاولترا في العالم أن تسير مجموعة من جماهير فريق معين بأعداد غفيرة حاملين "الشعار" الخاص بهم في أرض المنافس سواء كان ذلك قبل لقاء الفريقين معاً أو بعده.
وتعتبر هذه الطريقة نوعا من استعراض القوة لجماهير فريق ما أمام خصمه، ويتعاظم الأمر كلما كان "الكورتيج" يحدث في أرض منافس لدود مثل مباريات "الدربي" أمام منافس نفس المدينة أو مباريات "الكلاسيكو" والتي تكون أمام منافس لدود ولكن من مدينة أخرى.
ما هالنا هو بداية استخدام بعض الجماهير المصرية لهذه الطريقة خاصة في المباريات الأخيرة سواء في الدوري المصري مثلما حدث من جماهير الإسماعيلي عندما قررت عمل "كورتيج" في القاهرة قبل مباراة فريقها أمام الأهلي في الدوري مما أسفر عن صدامات بين الجمهورين استمر إلى ما بعد اللقاء، وأيضاً حدث يوم السبت في مدينة الفيوم عندما قررت جماهير الزمالك عمل "كورتيج" قبل مباراة فريقه أمام الفيوم في الكأس أدي إلى مصادمات بينهم و بين قوات الأمن وجماهير الفيوم سواء التي كانت تشجع فريقها أو تنتمي للنادي الأهلي.
يتضح أن هذا النوع من التشجيع في عالم "الاولترا" الرائع بشكل عام ليس مناسباً للكرة المصرية ولا لبيئة المجتمع المصري خاصة أن كل مجموعة مشجعة للفرق الجماهيرية الكبرى مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد السكندري سترفض مبدئياً أن تقوم جماهير منافسة بعمل مثل هذا النوع من التشجيع علي أرضها مما سيتسبب في مصادمات ومشاكل جمة بينهما الله وحده يعلم إلى أين ستصل عواقبها، ناهيك أن الأمن سيجد نفسه مضطرا للتدخل بأي طريقة لمنع هذه المصادمات ومن ثم يبدأ في اتخاذ خطواته التي قد تصل إلي اعتقال شباب صغير مازال في بداية تكوين مستقبله.
ولذلك يجب على مجموعات "الاولترا" ككل أن تحافظ على ما بذلته من مجهودات كبيرة خلال السنوات الأخيرة سواء من عمل "دخلات" أو طرق تشجيعية جديدة غيرت تماماً من مشاهد المدرجات المصرية المملة كما كانت من قبل، ومازلت أتذكر مشاهد مدرجات مباريات الدوري المصري في التسعينات وأوائل الألفية وهي تشتهر بهتافات من نوع "بيب بيب أهلي، بيب بيب زمالك".
لا نريد أن يأتي يوم لا ندرك فيه ماذا صنعنا بأنفسنا، حيث اتضح أن العديد من محبي الكرة في مصر يحرصون بشكل عام علي السؤال عن "الدخلة" التي قام بها جمهور الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي قبل بداية أي مباراة، حتى أصبحت "الدخلات" مصدراً أساسياً في متعة الكثيرين سواء بالذهاب إلى الاستاد لمشاهدتها أو الانتظار منذ بداية المباراة لرؤيتها في التلفزيون، بخلاف الحماس الرائع الذي نشاهده أثناء المباريات نفسها والذي يغطى - في الكثير من الأوقات - على الأداء الفني الممل الذي نشاهده من فرق كثيرة في الدوري وعلى رأسها الأندية الكبرى حتى أني أرى أنه من العدل أن يتم منح مجموعات الاولترا في النادي الأهلي علي وجه التحديد جزء كبيراً من مكافآت الفريق الخاصة بالفوز بالدوري كون هذه المجموعات بالتحديد كانت عاملاً مؤثراً في انتصار أو على الأقل عدم هزيمة الأهلي في الكثير من مباريات هذا الموسم وعلى رأسها مباريات انبي وبتروجيت والزمالك وأخيراً الاتحاد الليبي في دوري أبطال إفريقيا.
علي اثر ذلك، نوجه نداء إلى مجموعات الاولترا في الأندية جميعاً أرجوكم ابتعدوا عن مفهوم "الكورتيج" لأنه لا يتناسب بأي حال من الأحوال مع بيئة كرة القدم المصرية، فنعم للمناداة بتحويل المدرجات والجماهير لتكون مثل مثيلتها في الأرجنتين وايطاليا وتركيا من جهة الاحتفالات والكرنفالات ولكن لا لتحويلها لمواجهات ومصادمات خارج الملعب كما نرى في هذه الدول